(الشيشة) بدايات ظهورها وتطوّرها

(الشيشة) بدايات ظهورها وتطوّرها

يوليو 17, 2023 | مدونة, مدونة

(الشيشة)

بدايات ظهورها وتطوّرها

ماهي الشيشة، ومتى بدأتْ بالظهور؟

معروف أنّ الإنسان يميل بطبعه إلى التّرفيه واكتشاف الطرق والأساليب التي تخفّف عنه قسوة الحياة وصعوبة العيش، فمنذ زمن مبكّر راح الإنسان يتفنّن في إعداد أصناف الأطعمة الشهيّة، ويبني البيوت المريحة لسكناه، ومن ضمن البِدع التي ابتكرها للتسلية والترويح عن نفسه في أوقات الفراغ كان التدخين بالشيشة!

فما هي هذه الأداة، وكيف بدأتْ رحلة وجودها؟

الشيشة أو كما تُدعى باسمها الأقدم (النارجيلة) هي أداة تمّت صناعتها لتدخين التبغ، ومثل أيّ أداة يصنعها الإنسان لحاجاته، بدأتْ ذات شكل بسيط ثمّ تطوّرت مع مرور الزمن وتراكُم الخبرات والمهارات!

بدايات ظهور الشيشة

 يُقال إنّ هذه الطريقة لتدخين التبغ بدأت في الهند ثمّ امتدّت إلى بلاد فارس، ويؤكّد هذه المعلومة أنّ (النارجيلة) هو الاسم الذي يُطلق على ثمرة جوز الهند، حيث كانت تُفرّغ وتُجهّز لاستعمالها في تبخير بعض المواد والعطور، ثمّ تطوّر استعمالها بعد ذلك  لتصبح أداة يمكن التدخين بوساطتها.

تطوّر الشيشة

سريعاً انتقلت النارجيلة من موطنها الأصليّ لتنتشر في بلدان كثيرة من بقاع العالم شرقاً وغرباً، وكان لا بدّ مع ارتحالها هذا أن يُضاف إليها كثير من خبرات الشعوب وفنونها المختلفة، ففي تركيا وبلاد الشام ومصر لم تعد الشيشة هي نفسها، بشكلها البسيط والبدائيّ، بعد أن تطوّرت أشكال صناعتها بصورة واضحة، وبخاصّة بعد أن زادت الحاجة إليها مع انتشار المقاهي في أحياء المدن جميعاً، إذ غدتْ هذه المقاهي أماكن ترفيه واستراحات يؤمّها الناس للتسلية وتناول المشروبات الساخنة والباردة، وبالتأكيد فقد كان من ضمن طقوس هذه الجلسات تدخين النارجيلة! ومع هذا الانتشار عُني صانعو النرجيلة بتطوير شكلها وتحسين أناقتها، وهكذا فقد أضافوا إلى قارورتها الزجاجيّة زخارف ملوّنة ونقوشاً ذهبيّة وفضيّة، وقد رافق ذلك أيضاً تطوير في تحضير وإعداد التبغ والتنباك المُعدّين للتدخين بالشيشة، مثلما تفنّن المصريون والدمشقيّون والأتراك في إضافة منكّهات بطعوم الفواكه المختلفة كالتفاح والعنب والفريز، ليصبح التدخين بالشيشة أكثر سلاسة ومتعة!

ويُذكر من أنواع النارجيلة حسب موطنها، النارجيلة العربيّة والتركيّة، وكلاهما تفنّن الصانعون في إخراجهما بأبهى صورة، بعد أن زخرفوا زجاجهما وعشّقوه بماء الذهب والفضّة، وطعّموا هيكل النارجيلة وأنابيبها بالخشب المحفور والنحاس، كما اهتمّوا بصناعة خراطيم ومباسم أنيقة تُرضي أذواق الزبائن بمختلف طبقاتهم الاجتماعيّة.

عن تدخين النارجيلة

بعد هذا التطوّر الكبير والانتشار الواسع في شتّى بلدان العالم، أصبح تدخين النارجيلة ينافس تدخين السجائر، بالنظر إلى خصوصيّة الجلسات في المقاهي مع الصّحب والأحباب، وكثيراً ما أصبحت النارجيلة جزءاً مهمّاً من الأدوات المنزليّة، بل لم يعد وجودها في المنزل زائداً عن اللزوم حين أصبح اقتناؤها رغبة لا تُقاوم، فكم يطيب التمتّع بنفث دخانها خلال الجلسات الجميلة، في أوقات الفراغ، وحين اجتماع الأصدقاء والأصحاب!

أمّا الملحوظة التي لا يجب أن نتغافل عنها هي: أنّ الضرر الذي يتسبّب به تدخين النارجلية يفوق الضرر الناتج عن تدخين السجائر، فمقابل ما تقدّمه من متعة قد تكون سبباً رئيساً في الإصابة بأمراض القلب والأوعية والجهاز التنفّسي، وليس الوهم الشّائع أنّ مرور الدخان عبر قارورة الماء في النارجية ينقّيه من النيكوتين والقطران بصحيح، فذلك ليس مقبولاً أبداً من وجهة نظر العلوم الطبّيّة!

هذه أهمّ المحطّات التي عبرتها الشيشة (النارجيلة) لكي تصل إلى شكلها الحاليّ الأنيق وحضورها الكبير في حياة الكثيرين، حتى غدت مطلوبة في كلّ جلسة جميلة، وأصبح عشّاقها ومدمنوها لا يُحصيهم العدّ!

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this